الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | فتوى رش الملح في البيت علاجا ما حكم الشرع في رش الملح في البيت؛ للوقاية من الحسد والسحر، ولكم جزيل الشكر على جهودكم.

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد،

فخلق الله الأسباب وربطها بالمسببات، وجعل الأسباب على ضربين:

الضرب الأول- الأسباب الشرعية من قرآن وسنة، كالرقية بالقرآن، أو الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنأخذ بها، ولا نعتمد عليها؛ لأن النافع الضار هو الله سبحانه وتعالى.

الضرب الثاني- الأسباب الطبيعية المحسوسة، كالدواء الذي يعالج به المريض، وكالكي بالنار، ويشترط فيه أن يكون نافعًا، وله تأثير على الجسد حقيقة.

ويعلم السبب عن طريق الشرع بنص من القرآن أو السنة، أو بطريق القدر كالتجارب.

وللأسباب ضوابط منها:

1-              ثبوتها شرعًا أو قدرًا، أما توهم ذلك فلا يجوز.

2-              عدم الاعتماد والتعويل عليها، بل الفاعل الحقيقي هو الله.

3-              ارتباط الأسباب بقضاء الله وقدره، فلا شيء يخرج عن القدر.

نأتي الآن إلى أصل المسألة:

لا يوجد نص من الكتاب ولا السنة يدل على أن رش الملح في البيت نافع من الكائنات الغيبية أو العين والحسد والسحر.

ولا يوجد دليل علمي يدل على كون الملح نافعًا لعلاج الحسد والسحر.

وحكي عن كثير من العلماء والمعالجين وأهل الاختصاص في هذا الجانب أن رش الملح في زوايا البيت نافع للحسد والسحر، وكأنهم علموا ذلك من معاملتهم وخبرتهم بالجن والشياطين.

وعليه فليس هناك ما يمنع شرعًا من استعمال رش الملح في البيت، طالما أنه من المجربات، ولا يتعارض مع قواعد الشرع الحنيف، شريطة ألا يعتمد عليه، وألا يعتقد فيه النفع المجرد، بل النفع كل النفع من الله تعالى.

وأنصح باستعمال الماء والملح المقروء عليه القرآن؛ فإنه -القرآن- نافع وصالح بإذن الله.

فيقرأ المريض على نفسه آيات من القرآن، ولا بأس أن يقرأ الرقية الشرعية على ماء وملح، فهو نافع إن شاء الله تعالى. والله أعلى وأعلم.

                   الشيخ عبد الباري بن محمد خلة