الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير سؤالي جاء شيخ وتحدث عن أن مال الصدقة لا يجوز أن يأكل منه المعتكف اعتكاف مغلق في المسجد فقام شيخ وقال إن كلام الأول غير صحيح فنريد معرفه الصواب اما السؤال الثاني فإن المساجد تقدم ضيافة في العشر الأيام الأواخر وتكون من مال الناس ولا نعلم مالهم حرام أم حلال ودمتم بخير وصحه وعافيه

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فتفطير الصائم قربة من أفضل القربات في شهر رمضان فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا». [رواه الترمذي بسند صحيح (3/ 162) رقم 807]

وزكاة المال لا تصرف للأغنياء ولا يجوز أن تكون فطورا للصائم ولا سحورا وكذا زكاة الفطر وعلى القائمين على إدارة المساجد والاعتكاف فيها أن يميزوا بين الصدقة وبين الزكاة وأن يرشدوا المتبرعين أنهم لا يقبلون إلا الصدقة ولا يأخذون الزكاة أما أن يخلطوا بين الزكاة والصدقة فهذا لا يجوز ثم ليعلم المسلم أن من تمام الاعتكاف أن يكون الفطور والسحور على نفقته الخاصة ومع ذلك لا يمنع أن يأكل مما يأتي من المتبرعين إن غلب على ظنه طيب المال وعدم المانع فإذا علمت أن هذه التبرعات من الزكوات فلا تأكل منها أيها الغني أما الفقير والمحتاج فيجوز له الأكل منها

فإن اختلطت الصدقات بالزكوات فالأكل منه شبهة والأفضل عدم الأكل

وعلى المنسقين لهذا الأمر أن يتقوا الله وأن يعملوا على علم وأن يبتعدوا عن الشبهات وأن يسألوا أهل العلم قبل الشروع بأي فعل أو عبادة

وما يقدم من ضيافة في أيام الاعتكاف لا تسأل عن مصدره وكل ولا حرج فإن علمت أنه من شخص ماله كله حرام فلا تأكل وإن كان ماله مخلوطا فلا بأس بالأكل منه والورع عدم الأكل. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة