الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | علاج الوسوسة

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فتحدث هذه الوسوسة للكثير من الشباب والفتيات، فيخيل إلى أحدهم أنه أحدث وهو في الوضوء، فيعيد وضوءه مرارا. ويخيل إليه أنه لم يغسل أعضاءه فيعيد وضوءه، وربما مكث في الوضوء ساعات، وكل ذلك من وسوسة الشيطان ليثقل العبادة على المسلم، حتى يكره الصلاة، وقد ينتهي به الأمر أن يترك الصلاة وهو يحبها. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان ووسوسته.  

فعن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله انى أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. رواه أحمد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ) رواه البخاري.

وفي حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ: لاَ يَنْفَتِلْ أَوْ لاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا. أخرجه البخاري.

 والوسوسة مرض خطير وهي من كيد الشيطان لابن آدم، والهدف من ذلك مضايقته وتضليله. وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من هذه الوسوسة

ويمكن علاج الوسوسة بأمرين:

1-المجاهدة وعدم الالتفات إلى هذه الوسوسة ورفضها فهي من الشيطان.

2-الاشتغال بذكر الله سبحانه وتعالى؛ فإذا اشتغل المؤمن بذكر الله تنحى عنه الشيطان، وخنس كما قال الله تعالى: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: 4]

استعن أيها المبتلى بالله واسأله أن يعافيك وحافظ على:

1. عند النوم:

* كن على طهارة كاملة ونم على وضوء وذكر.

* اقرأ آية الكرسي وقل: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاثا

* اقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات وانفث في يديك عقب كل مرة وامسح بهما بدنك فعن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. البخاري

2. حصن نفسك دائما بالقرآن والأدعية ومنها.

* قراءة سورة الفاتحة، آية الكرسي، آخر آيتين من سورة البقرة، آخر عشر آيات من سورة آل عمران.

قراءة آخر سبع آيات من سورة يس، سورة الانشراح، الزلزلة.

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137} [البقرة: 137]

وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.  

{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ربي إنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].

المحافظة على الصلاة جماعة.

المحافظة على حضور حلقات العلم.

اعمل على الاسترخاء المؤدي إلى النوم.

اخرج إلى الأماكن الطبيعة وتفكر في خلق الله.

تنظيف البيت من الصور والتماثيل.

* قل: أَذْهِبِ الْبَأسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا. ثلاثا. رواه البخاري

* قل: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. رواه مسلم

وبعد فهذه بعض من الأدعية النافعة بإذن الله فعلى المبتلى بالوسواس أن يحافظ عليها مع الاعتقاد الجازم بأن الشافي هو الله تعالى والله أسأل أن يشفي جميع مرضى المسلمين والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.

       الشيخ عبد الباري بن محمد خلة